المشاركات المكتوبة بواسطة مَنَصَّةُ المُسْتَنْصِرِيَّةِ التَعْلِيميَّةِ لِلتَّعَلُمِ والتَّعْلِيمِ الاِفْتِرَاضِيّ المَفْتُوحِ

أي شخص بالعالم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
"تخصيصُ وَقْفٍ"


الحمد لله رب العالمين، الحمد الله الذي يعطي الكثير على القليل، ويتفضل على العمل الصغير بالأجر الكبير، وينظر إلى القلوب والأعمال، ولا ينظر إلى الصور والأموال، وهو العظيم القدير، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ؛

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، فَإِنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ) [البخاري]، وقَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ، إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) [رواه مسلم]، فكل قربة فعلها المسلم وجعل بالنيّة ثوابها أو بعضه لمسلمٍ حيٍ أو ميتٍ جاز ذلك ونفعه بحصول الثواب له [ 1 ]، فمن عظيم نعمة الله ومبلغ فضله على عباده المؤمنين ومن سعة رحمته بهم أن هيّأ لهم أبواباً من البر والخير والإحسان عديدة، وأبقى لهم بعد موتهم من الأعمال ما لا ينقطع ثوابه عنهم؛ فهو يدرُّ عليهم من الحسَنات ما يخفِّف عنهم العقوبة، أو يرفع لهم الدرجات؛ فحريٌّ بالمؤمن أن يكون حريصًا على هذه الأعمال التي لا تنقطع بعد الموت [ 2 ]؛ ومنها: الصدقة الجارية، ويدخل فيها الأوقاف بأنواعها، سواء أكانت مستقلة أم مشتركة، وحريٌّ بالمؤمن ألّا يحرِمَ نفسه المشاركة في هذا الفضل والخير العظيم الذي لا ينقطع، وأن يتعرَّض لنفحات رحمة الله، فإنّ لله نفحات من رحمته [ 3 ]، يصيب بها من يشاء من عباده. 

ونبشركم بأنّه قد تم تخصيص وَقْفٍ؛ يكون منه: سَهْمٌ عن جميع طلّاب وطالبات مَنَصَّةِ المُسْتَنْصِرِيَّة التَعْلِيميَّة وعن كوادرها التعليمية والتدريسية والعاملين فيها وعن كل من ساهم ويساهم في الإعلان عنها وفي نشر دروسها عنهم وعن آبائهم وأزواجهم وذريّاتهم.
وقد آثر مَنْ تبرعوا بهذا الوقف عدم الإفصاح عنهم وعن ماهية وقيمة ونوعية هذا الوقف، ونحن من طرفنا نحترم ذلك ونلتزم به.

اللَّهم أثبنا برحمتك على ذلك، واجعل ثوابه للمهدي وللمهدى لهم، وتقبله يا أرحم الراحمين.

ونسأل الله جلّ وعلا أن يوفقنا لكل خير، وأن يعيننا على القيام بأبواب الإحسان، وأن يهدينا سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 


مَنَصَّةُ المُسْتَنْصِرِيَّةِ التَعْلِيميَّةِ لِلتَّعَلُمِ والتَّعْلِيمِ الاِفْتِرَاضِيّ المَفْتُوحِ


--------------

  1.  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لاِبْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ) [حسنه الألباني؛ صحيح ابن ماجه]، وقَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي) [صَححَه الألباني؛ سنن أبي داود]، وفي "زاد المستقنع": [وأي قربة فعلها، وجعل ثوابها لميت مسلم أو حي نفعه ذلك]، وفي الإقناع وشرحه: "وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها كالنصف ونحوه كالثلث أو الربع لمسلم حي أو ميت جاز ذلك ونفعـــه لحصـــول الثــــواب له" [ كشاف القناع عن متن الإقناع  للبهوتي]، وقال الرحيباني الحنبلي في كتابه مطالب أولي النهي: "وكل قربة فعلها مسلم وجعل المسلم بالنية ـ فلا اعتبار باللفظ ـ ثوابها أو بعضه لمسلم حي أو ميت جاز ونفعه ذلك بحصول الثواب له".
  2. حريٌّ بالمؤمن أن يكون حريصًا على هذه الأعمال التي لا تنقطع بعد الموت [إذ هو أحوج ما يكون بعد موته إليها]؛ ومنها: الصدقة الجارية، ويدخل فيها الأوقاف [وهي أن يحبس الأصل وتسبل منفعته] بأنواعها، سواء أكانت مستقلة أم مشتركة، كما يدخل في ذلك حفر الآبار، وكل ما يمكن أن ينتفع به الناس من الخير، ومنها: نشر العلم النافع، وهو علم الشريعة المأخوذ من الكتاب والسنَّة، وكل علم ينتفع به المسلمون إذا صدقت فيه النيّة، وسواء أكان نشره عن طريق تعليم التلاميذ وغيرهم، أو عن طريق تأليف الكتب النافعة ونشرها، أم عن طريق نشر العلم بالمال، مثل: طبع الكتب النافعة أو توزيعها على المنتفعين بها، والإسهام في افتتاح دور العلم وحلق تحفيظ القرآن الكريم.
  3. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم) [الصحيحة 4/511(1890)].